Abstract
التنشئة عمليّة متكاملة وأية تجزئة لها تنعكس سلبًا على المُنْتَج التربويّ، أيّ الإنسان. لكن الاعتراف بصحّة هذه المقولة لا يعني بالضرورة الوعي لمستلزمات تطبيقها. فالتقانات، على أنواعها، تتحكّم بإجرائيّات العمليّة التعليميّة، أكانت هذه التقانات في وسائل الإيضاح أم في العمل الصفّي. على هذا المستوى، كثيرًا ما تصبح التقانة الإجرائيّة مرجع العمل التربوي، وكأنّها مستقلّة عن أيِ معطى آخر. الحقيقة هي أن العمل التربوي، هو دومًا، ومن دون استثناء، عمل مرتبط بوضعيّة إنسانيّة، عامة وخاصّة، والتغاضي عن هذه الحقيقة يجعل من هذه المهمّة عملية تقنيّة، من الطبيعيّ أن لا تصيب هدفها. ففي حلقة دراسيّة كهذه،يمكننا كمربين، وكمخططين تربويين، أن نطرح التساؤلات التالية: كيف نقرأ خصوصيّة لبنان لنبني عليها أيّ مشروع تربويّ مستقبليّ؟ بكلمات أخرى: هل أن المقاربة بالكفايات في لبنان، شبيهة بمقاربة مماثلة في بلدان أخرى؟ هل المنهاج الدراسيّ الذي سيُبْنى عليها، ليس فقط من حيث المحتوى بل من حيث مقوّماته الأخرى، يتأثّر بمعطيات اجتماعيّة، واقتصاديّة، وثقافيّة خاصّة به؟
لا أعتقد أن دراسة تساؤلات كهذه قد تمّت يومًا بشكل ممنهج لنَبْني عليها مستقبل التربية في لبنان. لذلك فمن الطبيعيّ أن تختلط علينا الأمور، وأن يكون موضوع تنشئة أولادنا ضائعًا بين التعامل الفعليّ، وليس النظريّ، مع أفاهيم كالتعليم، والتعلّم، والتربية. من هنا سؤالي الذي أطرحه على ضميرنا كمجتمع تربويّ، وهو سؤال في الأساس: لأيّ مجتمع نخطط، وما هي مسؤوليتنا في الإجابة عن هذا السؤال ؟ وهل الدخول إلى هذا النقاش، في العمق، ممكن من خلال تفصيل كالمقاربة بالكفايات؟
Keywords
المقاربة بالكفايات، تعلّم، تعليم، تنشئة، تربية
Citation
Nahas, G. N. (22-23 mai 2013). إشكاليّة التنشئة في لبنان: تعليم، تعلّم، أم تربية؟. In L’Approche par Compétences dans les programmes libanais: Quels Enjeux et quels Défis?. Département des Sciences de l’Education, La Faculté des Lettres et des Sciences Humaines. Université de Balamand. Liban.